22
13

أندية الروتاري والليونز: هدف قديم بثوب جديد

تاريخ النشر : 05 2015 - 11.06:01 ص

ظاهرة ملفتة للنظر

أندية الروتاري والليونز هدف قديم بثوب جديد([1])

 

كثر الحديث في هذه الأيام عن أندية الروتاري والليونز وغيرها من الجمعيات والأندية المشبوهة والتي تدّعي بأنها تهدف إلى تحقيق الإخاء والمساواة بين البشر وإزالة العداوة، ونشرت هذه الأندية نشاطات خيرية لإزالة الشبهات. ولتوضيح بطلان هذا القول يجب أن نوضح دور اليهود في التآمر على بني البشر عبر التاريخ.

يعتبر اليهود أنفسهم شعب الله المختار الذي اختاره ليكون سيد العالم ويكون كل شيء في العالم مسخراً له. واليهود يبالغون في تميزهم عن باقي البشر حتى أنهم يرون أن الفرق بين اليهودي وغير اليهودي هو كالفرق بين الإنسان والحيوان. وهذه العقيدة العنصرية جلبت على اليهود ويلات كثيرة ومصائب لا تحصى. فأصبح الاختيار الذي يدعونه نقمة عليهم، فقد هدم الهيكل وتعرضوا للأسر في بابل وسيقوا مكبلين بالأغلال إلى روما وفعلت ما فعلت بهم النازية العنصرية.

فأخذ اليهود يبحثون عن خلاص لهم من هذا العذاب فظهرت عندهم فكرة المسيح المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، ويحقق وعد الرّب لشعبه المختار. وعندما ظهر المسيح بن مريم عليه السلام كذبوه وتآمروا عليه؛ لأنه جاء بتعاليم جديدة لا تحقق رغباتهم في التسلط على الشعوب الأخرى. وطال انتظار اليهود لمسيحهم المنتظر فما كان منهم إلا أن كونوا جمعيات سرية في الدول التي اضطهدوا فيها لكي يكيدوا لهذه الدول والتاريخ مليء بهذه الأحداث.

عندما ظهرت الدعوة الإسلامية حاربها اليهود كما حاربوا المسيحية، وكان جدالهم مع النبي ومحاولة الوقيعة بين الأوس والخزرج ومحاولتهم قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغيرها من المؤامرات التي لا يتسع المجال لذكرها، ولكن محاولتهم في ذلك العصر لم تنجح، فكان الرسول يرد عليهم الحجة بالحجة، كما أن نور القرآن قضى على الخصام بين الأوس والخزرج ونزلت الآيات التي تبدأ بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً" كما أن الله نجى الرسول من محاولة القتل. وبعد وفاة الرسول لم يهدأ اليهود بل استمروا في مؤامراتهم على الإسلام فاذكوا حركة التشيع لعليّ بن أبي طالب، ودور عبد الله بن سبأ اليهودي معروف كما أنهم شجعوا ظهور الحركات الباطنية والاسماعيلية من غلاة الشيعة، وأخيراً دعمهم للدعوة البهائية الضالة حتى أن مقر هذه الدعوة في حيفا بفلسطين المحتلة، كما أن اليهود قاموا بدس الأحاديث المغلوطة عن رسول الله، ولكن ولله الحمد جند الله لمهمة جمع حديث رسول الله رجالاً من أعظم الرجال قضوا عمرهم في البحث والتدقيق لمعرفة المقبول والمردود من أحاديث الرسول وقسموها إلى صحيح وحسن وضعيف.

ولكن اليهود لم يستسلموا فقاموا بتزوير بعض كتب التفسير ودسوا فيها ما يعرف بالإسرائيليات، ولكن هل اكتفى اليهود بهذا التآمر الذي انكشف معظمه؟ والجواب لا. فظهرت الماسونية وأندية الروتاري والليونز وبنات برت وجمعية الاتحاد والترقي وأصدقاء الحرية وشهود يهوه وغيرها مما لا يحصى عدده وما خفي كان أعظم.

والماسونية ودورها التخريبي والإجرامي أصبح معروفاً لجميع الدول فأصبح نشاط المحافل الماسونية محظوراً في معظم الدول وبالذات في الدول العربية بعد أن حققت لليهود والصهيونية العالمية كثيراً من أغراضهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر سنبين دور الماسونية والصهيونية في الإطاحة بالخلافة العثمانية والقيصرية الروسية.

عقدت الصهيونية العالمية مؤتمرها الأول في بال في سويسرا 1897 وتلا ذلك عدة مؤتمرات، ووضع المؤتمرون مقرراتهم والتي تعرف ببروتوكولات زعماء صهيون. وضعوا في هذه البروتوكولات خطة للسيطرة على العالم، وطبعاً بداية السيطرة - هي أرض الميعاد في زعمهم - هي فلسطين. وكانت فلسطين في ذلك الوقت تخضع للخلافة العثمانية، فكلف المؤتمر الصهيوني ثيودور هرتزل بالسعي لدى الباب العالي لإقناعه بإعطاء اليهود وطناً في أرض فلسطين، ولكن السلطان عبد الحميد رفض هذا الطلب. فاستعمل اليهود معه شتى الأساليب ووعدوه بمساعدة الدولة العثمانية في تخطي أزمتها الاقتصادية وذلك بمساعدة المليونير اليهودي روتشيلد ولكن أصر السلطان عبد الحميد على رفضه.

فما كان من اليهود إلا أن ضيقوا الخناق على الدولة العثمانية وزادوا في أزمتها الاقتصادية، ومن جهة أخرى قامت الماسونية عن طريق جمعية الاتحاد والترقي بعزل السلطان عبد الحميد وتولى الحكم أتاتورك اليهودي الماسوني الذي ألغى نظام الخلافة، وبالتالي لم يعد للدولة التركية الجديدة أيّ علاقة بفلسطين باعتبارها من الأماكن المقدسة الإسلامية والتي كانت تحرص الخلافة العثمانية على بقائها في أيدي المسلمين، وجعل أتاتورك نظام الحكم علمانياً واستبدل الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية، وبذلك حقق اليهود هدفاً من أهدافهم. فبقي أمام اليهود روسيا القيصرية وربما يقول البعض وما علاقة روسيا بفلسطين، وهذا ما سنبينه.

من المعروف أن الدول الأوروبية كانت تتنافس على وراثة الدولة العثمانية والتي كانوا يسمونها بالرجل المريض، فكانت كل دولة تسعى لتأمين نصيبٍ لها من أملاك هذه الدولة، فقامت فرنسا بدعم المسيحيين الموارنة في لبنان، وعاملتهم معاملة المواطنين الفرنسيين حتى تتدخل في شؤون هذه البلد بحجة الدفاع عن مصالح هذه الطائفة، وفعلت مثل ذلك إنجلترا فأنشأت الكنيسة الأنجليكية وأخذت تبشر لهذا المذهب حتى بين المسيحيون من العرب حتى يكونوا فرصة لتدخلها.

أما روسيا، فإنها كانت تعتبر نفسها صاحبة الحق في بيت المقدس حيث يقطنها أغلبية أرثوذكسية، والمعروف أن القيصرية الروسية تدين بالمذهب الأرثوذكسي؛ ولذلك كان دعمها لهم.

 

فما الذي فعله اليهود في روسيا؟

كان لينين - وهو متزوج من يهودية - يضع روسيا في آخر الدول التي ستقوم فيها ثورة الطبقة العاملة؛ لأنه كما هو معروف أن النظرية الماركسية تقرر أن ثورة الطبقة العاملة لا تقوم إلا بعد ازدياد الصراع بين طبقة البروليتاريا والطبقة البرجوازية المالكة لرأس المال، وتبعاً لذلك، يجب أن تحدث الثورة في أكثر الدول تقدماً صناعياً، وهي بريطانيا أو فرنسا في ذلك الوقت، والتي ظهرت فيها الطبقة البرجوازية بشكل واضح بسبب الاستعمار ونهب ثروات الشعوب المستعمرة.

فهل كانت في روسيا طبقة برجوازية بالمفهوم الماركسي؟ بالقطع لا، بل وجدت طبقة إقطاعية وليست برجوازية، والفرق كبير بين الاثنين. كما أن روسيا في ذلك الوقت كانت أقل الدول الأوروبية من ناحية التقدم الصناعي، أي أن قيام الثورة البلشيفية في روسيا 1917 لم يكن كما يدعي الماركسيون نتيجة ثورة الطبقة العاملة، بل كان مؤامرة صهيونية مائة في المائة ومما يؤكد ذلك.

  1. أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي كان مكوناً من ستة أشخاص، بينهم أربعة من اليهود، بالإضافة إلى لينين المتزوج من يهودية.
  2. أن مجلس الحزب والثورة المكون من خمسة عشر عضواً، كان بينهم ستة من اليهود.
  3. أن مجلس الثورة الذي تولى الحكم بعد نجاح الثورة الشيوعية كان يتكون من 565 عضواً منهم 469 يهودياً، فهل كل هذا من الصدف البحتة؟ بالطبع لا.

وربما أدرك القارئ الهدف من قيام النظام الشيوعي الذي لا يعترف بالأديان في روسيا، وذلك لإزاحة عقبة تشبث القيصرية الروسية بالأرض المقدسة في فلسطين، وقد نجح اليهود في مخططهم، ولكن هل وقفت مخططات اليهود عند هذا الحد بالطبع لا.

 

[1] جريدة الوحدة الاماراتية 19/ 2/ 1987