22
13

تعقيب على مقال لعبد الرحمن الراشد: لماذا لا يصدقون رواية اغتيال السفير

تاريخ النشر : 15 أكتوبر 2015 - 10.57:55 ص

تعقيب على مقال لعبد الرحمن الراشد

لماذا لا يصدقون رواية اغتيال السفير؟ ([1])

 

سؤال جميل طرحه السيد عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط اللندنية، في مقال له يوم الاحد 16 اكتوبر، حول ما يقال عن محاوله ايرانية لاغتيال السفير السعودى في امريكا عادل الجبير.

وقد حاول السيد الراشد في مقاله ان يزيل الشبهات حول الرواية الامريكية، والانسياق السعودى المحموم ورائها، واراد ان ينقنعنا بان الرواية صحيحه بدليل اغتيال الحريرى واحداث سبتمبر، واغتيال بن لادن حيث ان هناك الكثيرون يشككون في مصداقية تلك الروايات، ويخلص الراشد الى ان المتشككون لن يصدقوا تلك الرواية  حتى يروا الدم يسيل، ويتم اغتيال السفير السعودي، ويتم تصوير العملية بهاتف جوال. وحتى في هذه الحالة قد لا يصدق البعض الرواية إلا إذا أعلنت إيران مسؤوليتها

هكذا وبكل بساطه حاول السيد الراشد تأكيد الرواية الامريكية السعودية، لهدف بات واضحا للجميع كمقدمه لضرب ايران. وفي محاولته تلك طرح الراشد سؤال ونسى او تناسى مئات الاسئله التى يجب ان تطرح. فلماذا الآن ولماذا في امريكا وليس في مكان آخر ولماذا الجبير ... الخ.

لقد كنت اتمنى ان يقرأ السيد الراشد تحقيق نشرته البي بيى سي عن المتهم بتلك المحاوله منصور اربابصير المقيم في امريكا منذ 30 عاما ويحمل جنسية مزدوجه، واهم ما في الامر انه معروف عنه انه زير نساء وسكير من الدرجة الاولى ويطلق أصدقاءه عليه لقب " جاك" نظرا لحبه الشديد لويسكي " جاك دانييلز".وهي الصفات العكسية تماما لمؤيدي الحكومة الإيرانية أو ما يطلق عليهم الجهاديون.، وهذا يبعد ايه شبهه لعلاقه بينه وبين النظام الايراني.

اما قضية ان تحاول ايران القيام بعمليات ارهابية ضد السعودية، فاعتقد ان اى عاقل لن يختار امريكا كساحه للقيام بذلك، نتيجه لصرامة الاجراءات الامنية، وايضا خوفا من استغلال هذا الحدث لتنفيذ مخططات تضر بمصلحة ايران من قبل الادارة الامريكية، واذا كان لايران النية للقيام بعمليات ارهابية ضد السعودية، أمامها عشرات الدول التى تستطيع تنفيذ عملياتها بها بكل سهوله. اما عن اغتيال عادل الجبير فلا ارى ايه اهمية نوعية او استراتيجية يمكن ان تحققها ايران من وراء ذلك. فالسيد الجبير ومع احترامي الشديد له كأنسان من حقه علينا ان نحرص على حياته وأمنه لا يمثل ايه اهمية استراتيجية لايران لتغتاله، وتخاطر بوضع نفسها بمأزق لا تحسد عليه.

من هنا نعتقد أن الرواية الامريكية مفبركة، ولا اساس لها من الصحه، وتأتى في وقت تحضر امريكا نفسها للقيام بعمل عسكري في ايران، وسيكون هذا العمل العسكري كبيرا، وستجبر امريكا دول خليجية للمشاركه فيه، ومن هنا تأتى هذه المحاوله وغيرها من اجل شيطنه ايران لتسهيل اقناع الرأى العام العربي والخليجي بجدوى المشاركه في هذا العمل. وقد شهدنا اتهامات مختلفه من دول خليجية لايران بمحاولة زعزعة الاستقرار فيها، وشهدنا محاولات متعددة لاستعداء الدول والشعوب العربية لايران، لن تكون هذه المحاولة آخرها.

لقد استشهد السيد الراشد بعدة حوادث شكك الناس في مصداقية الرواية الرسمية حولها مثل اغتيال الحريري واحداث سبتمبر واغتيال بن لادن، واعتقد ان السيد الراشد جانبه الصواب فكل الدلائل والاحداث التى تلت تلك الاحداث تشير الى ان الذين روجوا لتك الروايات هم من قام بها، وانه كان من مصلحتهم اقناع الناس بها لتنفيذ مخططات خفيه، تخدم بالدرجه الاولى امريكا وحلفائها، ويكفينا مراجعة تداعيات اغتيال الحريري ولجنة التحقيق الدولية التى جلبت الدمار والكارثة للبنان، وايضا تداعيات احداث سبتمبر على العالم الاسلامي والمنطقة العربية وظهور وتضخيم كذبة التطرف الاسلامي وتنظيم القاعدة. ان كل النتائج العملية على الارض توضح ان هناك مستفيد واحد فقط من ترويج هذه الاشاعات واجبار الناس على تصديقها، وهي امريكا واسرائيل وحلفائها، وان الذى دفع الثمن الباهض لهذه الاكاذيب والاشاعات هى المنطقة العربية، من اموالها ودماء ابنائها واستقرارها وتطورها. وكنت اتمنى من السيد الراشد وغيره ممن يلعبون دور مهم في تشكيل الرأى العام العربي ان يكونوا اكثر موضوعية وحيادية ومنطقية في تحليلاتهم لهذه القضايا، وليس الانسياق وراء اكاذيب الادارة الامريكية وحلفائها واجندتخم المرعبة في المنطقة.

لقد كان اغرب ما طرحه السيد الراشد، في مقاله المشار اليه هو، استغرابه من عدم تصديق بعض الناس لتلك الروايات، ووجه الغرابه في ذلك يكمن في ان السيد الراشد ومن خلال موقعه يعلم الى ايه درجه انحطت مصداقية وسائل الاعلام، وامانتها في نقل الخبر، وغياب التحليل الرزين المنطقي للاحداث، البعيد عن التحيز والادلجه. لقد كان اولى بالسيد الراشد ان يطرح سؤال عن سبب عدمة ثقة الناس بوسائل الاعلام والاعلاميون في هذا الوقت. والجواب واضح .. وإن حاول السيد الراشد تغافله، وهو: الكذب.. تم الكذب .. الكذب وبكل وقاحه وفجور.. الكذب والاستمرار في ممارسته، حتى يصدقه الآخرون.. ان السيد الراشد بما يشغله من مناصب في العديد من وسائل الاعلام العربية يجب ان يراجع نفسه ويراجع ما تنشره وسائل الاعلام التى يشرف على تحريريها من اخبار وتقارير مزوره ومفبركه ليعرف السبب الحقيقي وراء عدم ثقة الناس في كل ما يقال، وينشر.

 

[1]