22
13

مفكر إيراني بارز: نكره العرب وبسببهم نلعن أهل السنة.. ولا ننسى لهم

تاريخ النشر : 15 أكتوبر 2015 - 10.57:30 ص

على ذمة العربية نت

قال إنها ظاهرة تنتشر بين المثقفين والمتدينين

مفكر إيراني بارز: نكره العرب وبسببهم نلعن أهل السنة.. ولا ننسى لهم "القادسية" ([1])

 

هذا عنوان لموضوع نشره موقع قناة "العربية" بتاريخ 5 اكتوبر 2011، تعليقا على حديث للمفكر الايراني زيبا كلام، نشرت "العربية" مقتطفات منه، حيث يبدو لأول وهله ان المفكر الايراني المذكور يكره العرب ويلعن أهل السنة. وقد شدني هذا الموضوع، بالرغم من علمي المسبق بطبيعة ما تنشره وتبثه هذه القناة وغيرها، فبدأت أقرأ محتواه، وكانت المفاجأة ان هذا المفكر ينكر ثقافة البغض والكره واللعن وندّد في كلامه بأي نزعة سلبية تجاه الشعوب الأخرى، ورفض النظرة العنصرية تجاه الفرس من قبل الآخرين وفي سياق حديثه رفض د. زيبا كلام إضفاء صفات إيجابية أو سلبية عامة على الإيرانيين، مؤكداً أنه "لا فرق بين الإيراني والأفغاني والعراقي والإماراتي والباكستاني والهندي والياباني والأمريكي والنرويجي مع سائر أبناء البشرية. فلو اعتقدنا بأي فرق فإن ذلك يعد نمطاً من أنماط العنصرية. وقال باستياء: "أعتقد أن الكثير منا سواء أكان متديناً أو علمانياً يكره العرب.. كما أن الكثير من العرب يكرهوننا أيضاً".

ومن الكلام السابق يتضح ان هذا المفكر ينكر النظرة العنصرية للآخر ويرفضها، ولكنه اشار الى وجود هذه النظرة العنصرية عند مختلف الشعوب ومنهم الايرانيين على سبيل المثال، وعبر عن استياءة من ذلك. ولكن موقع "العربية نت" كان لها قراءة أخرى، لهدف في نفس يعقوب. فقامت بنشر هذا الموضوع بهذه الطريقة الخبيثة وغير الموضوعية..!! فالقراءة الموضوعية لرأي الكاتب الايراني تكشف عن رفضه لما نسبتة "العربية" له في عنوانها المثير، وهو ضد النظرة العنصرية من شعب لشعب آخر، وان كان لا ينكر ويقر بحقيقة وجود نظرات كراهية متبادله عند الايرانيين وعند العرب، وهذه حقيقه، لا يمكن انكارها، ولا يجب ان يلام عليها طرف دون آخر. فالعرب السنة وبالذات في بعض دول الخليج، لا يتركون مجالا لتسخيف الشيعة والسب عليهم، ويفعل نفس الفعل كثير من الشيعة، تجاه العرب السنة.

واعتقد ان من يروجون مثل هذه الموضوعات، والتي انتشرت بشكل كبير للاسف لا يعنيهم القارئ المثقف الذي يدقق بين السطور، ويقرأ بموضوعية، بل يعنيهم عوام الناس وارذلهم والذين لا يقرؤون سوى العناوين، ويتركون ما بين السطور، ولهذا لم أعجب من الكم الهائل من التعليقات التي نشرت حول الموضوع، والتي لم تقرأ سوى العنوان المضلل والخبيث، فصب الجميع جام غضبه على الكاتب، وعلى الايرانيين والفرس والرافضة، ولاعني الصحابة، وغيرها من الاوصاف الشنيعة..!!

ولا يخفي على عاقل ان هذا التحشيد الطائفي العنصري ضد اخواننا الشيعة، يصب فى الاجندة التي كانت خفيه في السابق وظهرت الى العلن اخيرا وبشكل سافر بهدف ضرب ايران، ومقاومة حزب الله، وسوريا. ولا يخفى على أحد ان من يقف وراء هذه الاجندة الشيطانية، هي امريكا واسرائيل والصهيونية العالمية، ويروجون لها مرة بدعوى مساندة الارهاب واخرى بمحاولة امتلاك اسلحة نووية. وللاسف ينساق كثير من المسلمين وراء هذه الاجندة الخبيثة، وتستغل المنابر الدينية وعلماء السلاطين لخدمة هذه الاجندة، وباموال ومنابر عربية..!!

ان نشر مثل هذه الموضوع الردئ والسخيف شكلا وموضوعا، يكشف اولاً الى أي درجة وصل انحطاط اعلامنا العربي، واستهتاره بعقول القراء، وتسخيره لخدمة اعداء الامة. فهذا الاعلام الذي يدعي الحيادية والحرية واحترام الرأي والرأي الآخر، سخر امكانياته الضخمة لزرع الفتن وتفريق الأمة، بخلافات وحروب، انتشرت في كل مكان، وهو مستمر في خدمة الأجندة الشيطانية للصهيونية العالمية، باختلاق والترويج لفتن اخرى كفيلة باحراق المنطقة بكاملها، هذا في حين يتغاضي هذا الاعلام عن خطايا وجرائم انظمة عربية اخرى بحق شعوبها، وتآمرها على مقدرات الامة. بل ان هذا الاعلام الذى وجدناه يحشد كل طاقاته وامكانياته لدعم والترويج لما يسمى "الربيع العربي"، يتغافل الآن ويغض الطرف عن جرائم ومذابح ترتكب ضد الشعوب العربية، وما يحدث في ليبيا خير دليل على ذلك. حيث لم يكتفي هذا الاعلام بالترويج للتدخل الصليبي في ليبيا، وتدميرها، ولم يترك فرصه لفبركة الاخبار وشهادات الزور، لاسقاط القذافي، بل أنه انسحب بطريقة مخلة من الساحة الليبية، وغاب فجأة شاهد العيان، والمصدر الموثوق، والخبر العاجل، وطويت صفحة معاناة آلاف المواطنين الليبين في ظل الحرب المستعرة الآن، وقصف الناتو للمدن الليبية وتهجير السكان الآمنين، وتصرفات عصابات الناتو مع الموطنين العزل، وبيع خيرات ليبيا ونهبها، على ايدى ثوار الناتو، وتمكين شركات اوروبا المنهارة من النفظ الليبي.

سكت هذا الاعلام عما يدور في ليبيا، وتفرغ لسوريا، ثم ايران، حيث هناك مرحلة جديدة، يتم تسليط الاضواء فيها على ايران، كهدف قديم للصهيونية العالمية لتدمير امكانياتها من اجل حماية اسرائيل، بحجة سعيها لامتلاك اسلحة نووية. ولتحقيق ذلك يجب تهييج الشارع العربي ضد ايران الشيعية، وشيطنتها، وشيطنة رموزها، وقيمها، بابراز الجوانب السلبية فقط، وتضخيمها والنفخ فيها، وكأن ايران هي التي تحتل فلسطين، او هي التي احتلت العراق وافغانستان، اوهي نفسها التي سرقت النفط العربي، وافسدت دين الأمة ودنياها.

ان ايران او بلاد فارس التي يعمل العرب على شيطنتها، هي التي انجبت لهذه الامة، الغزالي وابن سينا والفارابي والخوارزمي وعمر الخيام، واغلب عباقرة الامة الاسلامية الذين لا نكف ليل نهار عن التغني بعظمتهم وعبقريتهم، بما قدموه للحضارة الاسلامية والعالمية. ان بلاد فارس هي مهد لحضارة قديمة عظيمة، لا ينكر فضلها على الاسلام والانسانية الا جاحد جاهل حاقد. ان شعب ايران العظيم وبالرغم من اختلافنا معه في المذهب، وفي بعض المواقف، لا يمكن ان يكون، الا سندا لنا مهما حاول اعداء الأمة القول بعكس ذلك. ان الشيعة وان اختلفنا معهم في بعض الأمور لا يمكن اخراجهم من دائرة الاسلام، او تكفيرهم كما يفعل بعض جهال المسلمين، الذين لا هم لهم الا تكفير هذا وزندقة ذاك، في حين انهم بجرأتهم تلك على أهل القبلة وعموم المسلمين يكونوا قد كفروا مصداقا لقول الرسول: من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما.

ان هذا التركيز على ايران وتلقف تصريح من هنا ورأي من هناك، لتجييش الشعب العربي، ضد ايران، ليس في مصلحة العرب قبل ايران، لأن النتيجة ان تدمر بلادنا بايدينا ويأتي الغرب ليستولي على ثرواتنا ويمكن لاسرائيل من تنفيذ مخططاتها.

لماذا وصل بنا الانحطاط الى هذه الدرجة؟ كذب وتزوير وضلال واضلال.. سذاجة وسرعة في تصديق اي شيء، ومن أي شيء.. جرأة على دماء المسلمين واموالهم.. بالرغم من ان ديننا يعلمنا الصدق والاستقامة.. وطلب الدليل على صحة الاخبار ونزاهة مروجيها.. وجعل هدم الكعبة اهون من اراقة دم مسلم.. وحكم بالخارجين على الامام بالصلب والنفي بالارض. هل نحن امام اسلام جديد متهود.. متصهين.. متأمرك؟! لا حول ولا قوة الا بالله..!!

 

 

 

 

[1]